][ ريقـه ][
لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم خصائص كثيرة
لـ ريقه الشريف ، و من ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم
فيه شفاء للـ عليل ، و رواء للـ غليل و غذاء و قوة و بركة و نماء.
فكم داوى صلى الله عليه و سلم بـ ريقه الشريف
من مريض فـ برئ من ساعته !
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :
' قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر :
لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله و رسوله ،
و يحبه الله و رسوله . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم و كلهم يرجو أن يُعطاها ،
فـ قال صلى الله عليه و سلم :
أين علي بن أبي طالب ؟
فـ قالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه .
قال: فـ أرسلوا إليه .
فـ أُتِيَ به و في رواية مسلم : قال سلمة : فـ أرسلني رسول الله
صلى الله عليه و سلم إلى علي ، فـ جئت به أقوده أرمد
فـ تفل رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ،
فـ برئ كأنه لم يكن به وجع ...
و عن يزيد بن أبي عبيد قال :
'رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فـ قلت :
يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ قال :
هذه ضربة أصابتها يوم خيبر ، فـ قال الناس أصيب سلمة ...
فـ أتيت النبي صلى الله عليه و سلم
فـ نفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة ' ،
أخرجه البخاري .
و روي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال :
' أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فـ بزق فيها النبي
صلى الله عليه و سلم فـ كانت أصح عينيه ' ،
أخرجه البخاري .
][ عنقه و رقبته ][
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
' كأن عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم إبريق فضة '
أخرجه ابن سعد في الطبقات و البيهقي .
و عن عائشة رضي الله عنها قالت :
' كان أحسن عباد الله عنقاً ، لا ينسب إلى الطول و لا إلى
القصر ، ما ظهر من عنقه للشمس و الرياح فـ كأنه إبريق فضة
يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة و حمرة الذهب ، و ما غيب
في الثياب من عنقه فـ ما تحتها فـ كأنه القمر ليلة البدر'
أخرجه البيهقي و ابن عساكر.
][ منكِباه ][
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين .
رواه البخاري و مسلم .
و المنكب هو : مجمع العضد والكتف .
و المراد بـ كونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر و يلزمه
أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن
منافيًا للـ إعتدال . و كان كَتِفاه عريضين عظيمين .
][ كفاه ][
عن أنس أو جابر بن عبد الله قال :
أن النبي صلى الله عليه و سلم
" كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهاً له "
أخرجه البخاري .
لذا كان النبي صلى الله عليه و سلم رحب الراحة
( أي واسع الكف ) كفه ممتلئة لحمًا ، غير أنّها مع غاية ضخامتها
كانت لَيِّنَة أي ناعمة .
و عن أنس رضي الله عنه قال :
" ما مسست حريرًا و لا ديباجًا ألين من
كف النبي صلى الله عليه و سلم "
أخرجه البخاري و مسلم .
و عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بـ الهاجرة إلى البطحاء ...
و قام الناس فـ جعلوا يأخذون يديه ، فـ يمسحون بها وجوههم .
قال : فـ أخذت بيده فـ وضعتها على وجهي ، فـ إذا هي أبرد
من الثلج ، و أطيب رائحة من المسك .
أخرجه البخاري .
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، قال :
صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الأولى ، ثم
خرج إلى أهله ، و خرجت معه ، فـ استقبله ولدان ، فـ جعل
يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا . قال : و أما أنا فـ مسح
خدي . قال : فـ وجدت لـ يده برداً أو ريحاً كـ أنما أخرجها
من جونة عطار . أخرجه مسلم .
و عن عبد الله بن مسعود ، قال :
' كنا نَعُد الآيات بَركة ، و أنتم تَعُدونها تخويفاً ، كنا مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم في سفر فـ قَلَّ الماء ،
قال عليه الصلاة و السلام :
اطلبوا لي فضلة من ماء . فـ أدخَل يده في الإناء
و قال : حَيّ على الطَّهور المبارك ، و البركة من الله .
و يقول ابن مسعود :
لقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه و سلم ،
و لقد كنا نسمع تسبيح الطعام و هو يُؤكل '
رواه البخاري .
عن إياس بن سلمة ، حدثني أبي ، قال :
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حنيناً إلى أن قال :
و مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على بغلته
الشهباء .. فـ لما غشوا رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل عن
بغلته ، ثم قبض قبضة من تراب الأرض ، ثم استقبل به و جوههم
فـ قال : 'شاهت الوجوه ، فـ ما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ
عينيه ترابًا بـ تلك القبضة ' فـ ولوا مدبرين . أخرجه مسلم.
][ صَدره ][
قالت هند بن أبي هالة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سواء البطن و الصدر ،
عريض الصدر . رواه الطبراني و الترمذي في الشمائل .
قالت عائشة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عريض الصدر ممسوحة ،
كأنه المرايا في شدتها و استوائها ، لا يعدو بعض لحمه بعضًا ،
على بياض القمر ليلة البدر ، موصول ما بين لبته إلى سرته
شعر منقاد كـ القضيب ، لم يكن في صدره و لا بطنه شعر غيره .
رواه ابن نعيم و ابن عساكر و البيهقي .
][ ساقاه ][
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال :
'... و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم كـ أني أنظر إلى
بيض ساقيه ' ، أخرجه البخاري في صحيحه .
][ قدماه ][
قالت هند بن أبي هالة رضي الله عنها :
' كان النبي صلى الله عليه و سلم خمصان الأخمصين
( الأخمص من القدم ما بين صدرها و عقبها ،
و هو الذي لا يلتصق بـ الأرض من القدمين ،
يريد أن ذلك منه مرتفع )
مسيح القدمين ( أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر )
وسشن الكفين و القدمين ( أي غليظ الأصابع و الراحة)
رواه الترمذي في الشمائل و الطبراني .
و كان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بـ سيدنا إبراهيم
عليه السلام ، و كانت قدماه الشَّريفتان تشبهان قدمي سيدنا
إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها
في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث الإسراء
في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام :
'و رأيت إبراهيم و أنا أشبه ولده به ‘ ( صحيح البخاري )
و كان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل ، يقول :
ما رأيت شبهاً كـ شبه قدم النبي صلى الله عليه و سلم
بـ قدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام .
][ قامته و طوله ][
و عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وجهًا
و أحسنهم خلقاً ، ليس بـ الطويل البائن و لا بـ القصير .
رواه البخاري و مسلم .
][ مشيته ][
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
' ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
كأنَّ الشمس تجري في وجهه ، و ما رأيت أحدًا أسرع من رسول
الله صلى الله عليه و سلم كـ أنَّما الأرض تطوى له ،
إنَّا لـ َنُجهد أنفسنا و إنَّه غير مكترث ‘ .
و عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم
كان إذا مشى تَكَفَّأ
( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية )
و يمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا )
و عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
كان إذا مشى ، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل '،
( أي شديد الحركة ، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي )
رواه أحمد .
][ التفاته ][
كان صلى الله عليه و سلم إذا التفت التفت معاً
أي بـ جميع أجزائه فـ لا يلوي عنقه يمنة أو يسرة
إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة و عدم الصيانة
و إنّما كان يقبل جميعًا و يُدبِر جميعاً لـ أن ذلك أليَق بـ جلالته
و مهابته هذا بـ النسبة للـ إلتفات وراءه ،
أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فـ الظاهر أنه كان يلتفت
بـ عنقه الشريف .
][ خاتم النبوة ][
هو خاتم أسود اللون مثل الهلال و في رواية أنه أخضر اللون ،
و في رواية أنه كان أحمر ،
و في رواية أخرى أنه كـ لون جسده .
و يبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة ،
و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر
عن جابر بن سمرة قال :
رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده .
][ رائحته ][
عن أنس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشا تكفأ ، و ما مسحت
ديباجًا و لا حريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه و سلم
و لا شممت مسكاً و لا عنبرًا أطيب من
رائحة النبي صلى الله عليه و سلم .
و عن أنس أيضًا قال :
' دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فـ َقَال ( أي نام ) عندنا ، فـ عرِقَ و جاءت أمي بـ قارورة
فـ جعلت تَسلُتُ العَرَق ، فـ استيقظ النبي صلى الله عليه و سلم
فـ قال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين ؟
قالت : عَرَق نجعله في طيبنا و هو أطيَب الطيب'
رواه مسلم .
و كان صلى الله عليه و سلم
إذا صافحه الرجل وجد ريحه ، و إذا وضع يده على رأس صبي
فـ يظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بـ ريحه على رأسه .
يقول جابر بن سمرة :
ما سلك رسول الله صلى الله عليه و سلم
طريقًا فـ يتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه ،
و قد كنت صبياً ، فـ مسح خدي فـ وجدت لـ يده
بردًا أو ريحًا كـ إنما أخرجها من جونة عطار .
آسم الموضوع التآبع : محمد صلى الله عليه وسلم ..~ [ 3 ]